وكمل الطبيب كلامه بوجه جامد العنود انتي وحده مؤمنه واكيد عارفه ان الموت حق ....
وسكت.................تسارعت انفاسي وانا اقول ايه كمل يادكتور قال : حالتك ميؤس منها ....
وابطلعك علشان تقضين اخر ايامك في المكان اللي تحبينه ...
.
.
ورجع لصمته
.
.
وسكت .....الطبيب.. وسكت كل شي في الغرفه بس انا ماعاد اسمع الا صوت انفاسي وصوت اكوااام الامل اللي انهدت في قلبي ...... ومن الصدمه رميت غطوتي بعيد وقمت بحماس.
وكأني ابدافع عن حياتي وكأن الطبيب هو اللي يبي يسلبها مني
وانحنيت ولاول مره احط عيني في عين طبيبي اللي مارفعها عن الارض
وقلت بحماس دكتور...
لاتقول كذا انا طيبه دكتور.....
وش هالاكلام ...دكتووور كيف الطب يعجز عن حالتي انا ...انا ..
اصلا ابوساره قال انه بيلف بي العالم كيف المرض ينتصر على شبابي وحيوتي انا اقوى منه اكيد
قال يالعنود الموت والحياه بيد الله والطب وسيله وماادري يمكن يبقالك ساعات او ايام او اسابيع بس حالتك يالعنود ماعاد نقدر نسيطر عليها .....
.
وسكت ....
.
وقبل لايطلع قال وكانه يبي يخفف عني وابعطيك اقوي المهدئات ولا رح تحسين بلالم في باقي ايامك ان شاء الله ...
حسيت ساعتها اني مجوفه فاضيه من الداخل حسيت الدنيا سودا حوليني
وبدت تتضح لي صور من بعيد في مخيلتي اول صوره شفتها كانت صوره ساره بنتي وهي تضحك وعمرها شهور ...
وبعدين شفت صوره زواجي وانا لابسه ابيض ووزوجي ماسك يدي بفخر ....
وهذي امي وهذي زميلتي في المدرسه شفتها مع اني من بدايه الصيف ماقابلتها ولاكلمتها ...
وهذولا عصافير غرفه ساره ....
واخر صوره شفتها قبل لاافوق كانت فستان زواج ماجد اللي اخترته من مجله الازياء ....
حسيت باختناق وضيق...
هذا حضن امي اللي دخلت علي وضمتني وابعدها عني بقوه وقاومت علشان اتخلص من حضنها
وسمعت صوت زوجي يكلم الطبيب عند الباب طالعت امي بعصبيه
وقلت يمه ماابي اشوف خالد ...
كانت رغباتي اوامر في ذيك الساعه ركضت امي وردته من عند الباب ..
ماكنت ابي اشوفه كنت متاكده اني مارح اتحمل شوفته هو بالذات حسيت انه بيذكرني بايام الرخا وانا الحين في شده وينكم يااهلي بس ماابي غيركم مابكيت ولانزلت مني ولا دمعه وكأن الخبر كان فوق مستوى البكا بالعكس تحمست وقلت يالله ابطلع ... اكملت اجراءات خروجي وقبل لااطلع جت المريضه اللي بتاخذ غرفتي طالعت عيونها فيها بريق امل تختلف تماما عن نظرتي انا كانت نظرتي ميته عميقه مالها لمعه ...
سبحان الله للامل بريق في العيون ....
وطلعت قلت لاخوي محمد ماابي بيتي ابي اروح لغرفتي قبل لا اعرف خالد ....
وفعلا اخوي بدون اوامري كان رايح لبيت اهلي ...
ونزلت ودخلت البيت بس مالقيت في استقبالي الا خواتي الكبار والبيت كانهم اخلوه لي
هذا بيت اهلي العامر اللي الكل داخل طالع الحين هادي كانه مقبره؟؟؟؟
رحت لغرفتي ورميت عبايتي كنت ناويه اتحمم واغير ملابسي واستعد علشان اضم ساره لصدري بس الحين...
غيرت رايي ماابي اشوف ساره
ماابي اشعر انها معتمده علي في شي ابي اوكل امرها لله .....
ونعم بالله ابخليها في وداعه الرحمن ومن يحفظ الودائع مثل الله ....
دخلت امي وهمست بصوت واطي قالت العنود وش تبين تاكلين ؟؟؟؟
قلت ولاشي ...قلتها بحزم وقوه يمه ماابي شي 0000000
امي اول كانت دايم تتابع اكلي وتجبرني اني اكل حتى بعد ماتزوجت كانت تحرجني عند زوجي اللي كان يضحك من حرصها على اكلي وكأني طفله... بس اليوم ولاول مره احترمت رغبتي وسكتت وكانها تقول ماله داعي الاكل مادام اخرته للدود
قالت يابنيتي زوجك يبي يشوفك قلت ..
.بصوت عالي وكاني اكلمهم من العالم الاخر لا ماابي اشوفه ...
وطلعت ورجعت مره ثانيه قالت ترى خالد يقول اذا وافقتي تشوفينه هو ينتظر في المجلس مع اخوك .... بس انا قررت اني مااعذب احد واني اقضي اخر اوقاتي الحالي قلت يمه روحي ان بغيتك ناديتك ... قالت ابقعد عندك اوسع صدرك ...قلت يمه ماني فاضيه ووقتي قصير طلعت وانا اتذكر الوقت اللي كنت اضيعه في امور تافهه مثلا مجله الازياء اللي اخترت موديل زواج ماجد منها ... جلست في المكتبه ساعتين علشان اختارها واشتريها
والحين تركتها في المستشفى ونسيت رقم الصفحه ومارح البس الفستان ابدا...
يالله ياوقتي اثرك كنت غالي الحين عندي اشياء كثيره ابي اسويها بس ماعرفت زي الطالب اذا اعلن المدرس انه باقيله عشر دقايق من وقت الامتحان وهو مابعد كتب في الورقه شي
بيسلم ورقته قبل العشر الدقايق ماتنتهي لانه رح يتوه بين الاسئله وانا هذا شعوري ...
ابدا بايش ولا ايش ....
جلست افكر شوي وطلعت ورقه وقلم قلت ابكتب وصيه.......
وصيه....؟؟؟؟